سيبونى اتوه

كائنا ما كان ألا أوجد كان هو الأفضل

الجمعة، نوفمبر ١٠، ٢٠٠٦

من سيدني إلي شارع طلعت حرب

من سيدني إلي شارع طلعت حرب .... مسافة في خيال الأزمة
المفتي يغمز بعينه .. فتأكل القطط اللحم المكشوف


تقمص الشيخ تاج الدين الهلالي المصري مشهد الخطيب في أحد مساجد ضواحي القاهرة العشوائية وهو يقف أعلي منبر مسجد في سيدني ، أراه وهو يغمز بعينيه لجمهوره من الجالية الإسلامية في أستراليا ، لن يتحدث هنا كما يتحدث إن صعد منبر زاوية ضيقة بحي شبرا الخيمة القاهري صاخبا ومجلجلا الأرض من تحت أقدام المصلين بالشيطان الأقرع الذي يبلغ طول ذنبه مئات السنوات الضوئية ليضرب رأس الديوس الذي سمح لزوجته أن تخرج حاسرة الرأس ، لن يتحدث عن المسيحيات الكافرات الللاتي يغازلن فتوة الشباب المسلم بصدورهن العاريات ، سيغمز فقط بعينه التي سيأكلهما الدود فيما يبتسم إبتسامة تشف بالتواطؤ كما في هزليات الأفلام الدينية عندما نستحضرة صورة المشركين بحواجبهم الكثيفة وهم يتأمرون علي المسلمين صائحين كما قلدهم اللمبي في فيلمه " فالنأخذ من كل رجل قبيلة " ، تحدث الشيخ المفتي والهارب من مصر بفضيحة قضائية مالية عن كيف أن الشباب المسلم يقع مغلوبا علي غرائزه في حبائل " اللحم المكشوف " لأستراليات خرجن بلحمهن المحمر بحثا عن مسلم تقي لإغوائه بإغتصابهن ، الرجل لايكذب أليست كل نساء العالم يسقطن في حبائل غواية المسلم ؟ أليس هؤلاء الجالسين أمامه هاربين من دولهم تحت حمي العفة الجنسية ؟ ألا يتناصوا جميعا مع معني رسالة أحد أصدقائي المهاجرين حديثا إلي أستراليا والذي أقسم لي مبهورا في أول رسالة أنه يعيش في مدينة تبلغ فيها نسبة الرجال نصف نسبة النساء فأسال لعاب نصف أصدقاء المقهي؟ الشيخ تاج الدين فيما أعتقد يعلم جيدا فيما هو يعطي رخصة الأغتصاب الدينية النفسية مأزق رجاله من المتدينين الجدد ، من الشباب العربي الذي هاجر إلي أوروبا وأستراليا وأمريكا واعدا نفسه بفتوحات إيروتيكية تتسق مع حجم إحتقاره للغرب والمرأة معا ، الغرب ونساؤه هكذا يسري في الخيال الشعبي ذلك الربط المتهافت بين المرأة الغربية والغواية ، الغواية ليست هنا بمعناها الإيروتيكي الفني بل بمشهدية الإغتصاب الدامي ، مشهدية الشرق المتباهي بقواه الجنسية الوهمية في مواجهة شبق النسوة الغربيات اللآنهائي ، علاقة من إنعدام الثقة في النفس تتباهي بمازوخية قتل الآخر جنسيا ، يعرف الشيخ الذي تشبه صوره صورة الشيخ كشك السبعيني المتطرف الشهير أن من بين جمهوره بعضا من جمهور عصابة بلال سكاف في سيدني والذين أتهموا بتدبير حملات إغتصاب جماعية منذ عام 2000 و المحكوم عليه بعد الرأفة الأسترالية – والتي لايستحقها – ب18 عاما يقضيها في أحد السجون العمومية ، يعرف الغامز بعينه من أعلي المنبر كيف يصيب مهمشي سيدني المسلمين والباحثين عن هوس الأنتقام الشرقي في مقتل ، أنه الغرب يا أبنائي الذي إخترتموه فإذا كانت تلك هي الضريبة لتندمجوا لاتخرجوا من المساجد إذن ، لاتتفاعلوا ولتلزموا البيوت فعلي النواصي نساء بعيون حمر شبقية سيخطفن إيمانكم ، فإذا ما حدث فأنتم الضحايا لا هم – ربما يبكي هنا الشيخ تأثرا علي ضحاياه – هكذا تحدث الشيخ فيما بين سطور كلماته التي لن يقرأها غير جمهوره .
ذهنية الشيخ المتباهي بإغتصابات عشيرته لايمكن أن تضاهي ذلك الخيال الخصب الذي إنبعث وهجا بعد ساعات من خطبة سيدني في أحد شوارع القاهرة ، فالمسافة بين سيدني والقاهرة ليست كبيرة كما تقطعها الطائرات ، المسافة الذهنية أضيق مما نعتقد مضافا إليها فقط إكسسوار القهر والفقر والجهل الذي لم يسمح لجماهير الأغتصاب العلني في شوارع القاهرة بترير جاهز يقدمه لهم مفتي ديار دولة من العالم الثالث ، ففي أول أيام العيد – وربما بمراعاة فروق التوقيت تتوازي اللحظة – خرج المئات للإحتفال بالعيد في حفلة إغتصاب جماعي مفتوحة عند تقاطعات شوارع عبد الخالق ثروت وعدلي و26 يوليو بشارع طلعت حرب ، المارون قبل حفلة التاسعة مساءا بدور عرض راديو وميامي لاحظوا ذلك التجمهر الكبير لمراهقين أمام السينمات بعد أن سري كما النار في الهشيم عبور أبطال فيلم " علي الطرب بالتلاتة" فوق عربة للترويج للفيلم ، إنتظر الجميع ظهور الراقصة دينا الشهير بما خف إرتدائه وعظمت فوائده الجنسية مساءا ، إنتظروها لتمر وهي ترقص في كرنفال إنضم إليها فيه المطرب الشعبي المتهتك سعد الصغير و زميله ريكو ، شاحذين خيالهم البصري لخروج قنبلة الأغراء من علي الأفيش حية ترزق وتتلوي ، فأطلت دينا وحمتها قبضات البودي جاردات من تدفع المراهقين المهتاجين ، دخلت دينا السينما فتفرغ الشباب الذين لم يستطيعوا الحصول علي تذكرة لدينا –عفوا للسينما – تفرغوا لتحطيم واجهات دور العرض ربما تفريغا للطاقة التي لم تجد منفذا لها ، بدأت الحفلة في الداخل وأبي المتلطعين بالمئات علي النواصي ألا يكون لهم حفلهم الخاص ، تربصوا بالعشرات فوق الأرصفة وبين السيارات المحشورة في زحام وسط البلد لأي فستان قد يعبر علي شماعة – هكذا يصف المصريون من يهتاج علي أي إمراة دون مراعاة لجمالياتها- ، تربصوا تحت حمي سعار جماعي لمجموعة ذكورية خام ، فلا وجود في إزدحام سينمات العيد في وسط البلد منذ أعوام لأي بنت ، مجموعات من أبناء الضواحي البعيدة العشوائية تنسموا في وسط البلد البعيد نسبيا إحتفالا بخروجة العيد وصرف العيدية الصغيرة علي السينمات الباقية بتسعيرة العشر جنيهات ، التسكع أمام الفتارين والمقارنة بين أسعار ملابسهم المبهرجة وأسعار محلات وسط البلد ، بعضا من الآيس كريم الرخيص وتمشية حتي الكورنيش هي غاية تلك الجماهير في عيد الفطر ، لكنها الغاية التي أكسبتها تهويمات التنويه عن الأفلام الراقصة وأسلوب الدعاية السيركي المبتكر لآل العدل – منتجوا الفيلم – بعدا إهتياجيا خاص ، حيث هناك إمكانية وسط هذا التدافع لنيل شرف ملامسة دينا الخيالية ، دينا الخيالية حماها حرسها الشخصيون لكن الفتيات العابرات صدفة في تلك الليلة لم يحمهن أحد ، يتحدث شهود العيان عن عشر حالات علي الأقل كلهن فتيات محجبات – إثنان خليجيات علي الأقل بملابسهن السوداء – ربما فيما يخص المصريات كن من العاملات بمحلات الملابس في وسط البلد ، أو بعض الخارجات للفسحة ، تجري العشرات فيما يشبه السباق بعد أن يصرخ شخص من بعيد " لحمة " ليحطن بالفتاة ويبدأ الجميع وفي نفس التوقيت بالعبث في جسدها ومحاولة تمزيق ملابسها ، دوائر متتالية من الضيق إلي الأوسع فيما الفتاة إما في منتصفها أو مجبرة علي الركون علي حائط ، بعضهن كن يسقطن أو يجرين فيسقطن حتي دخول أي محل مفتوح أومدخل عمارة ، الفضاء في الشارع تحول إلي حفل إصطياد تتباري فيه قطعان مسعورة علي تعزيب ضحاياه وبحمي التواطؤ المشترك كان الجميع إما متفرجون من بعيد أو مارة مبسملين محوقلين ، فهذا الهياج لمئات ربما يتحول إلي مذبحة لأي من مدعي الشهامة ، أين الشرطة ؟ تقف علي النواصي القريبة في حراسة البنوك والفنادق ، لاتتدخل ضد الجماهير إلا في التظاهر السياسي ، وربما شاهدت المشهد بالكامل كعرض مسرحي لحيوانات أدني من يتدخل أحد لوقف مهازلهم ، إستمر هذا السعار ما يزيد عن الساعتين دون أي تشويش عليه أو معارضة من أحد ، ثم إنتصف الليل وإنسحب القطيع إلي زرائبه البعيدة وهويحمل حكاية للتفاخر بين أقرانه ، القطيع كان يضم من الأطفال ذوي العشر سنوات حتي المتبطلين والصنايعية في الثلاثينيات ، شريحة عمرية ممتدة متمازجة إجتماعيا وإقتصاديا وسياسيا ، إنهم القادمون من خلف الأسوار البعيدة عند مشارف قاهرة جديدة تتمدد في برك المجاري والمياه الملوثة والتطرف الديني وأخيرا الكبت الجنسي الباحث عن ضحية ، والضحايا لسن لحما مكشوفا يغري بالإغتصاب ، والمغتصب بنسبة 90% يستمع إلي خطبة الجمعة ويصلي فروضه الخمس ويضيق علي إخوته البنات في ضرورة إرتداء الحجاب ، المغتصب بنسبة 100% خارج لتوه من الشهر الكريم الذي لابد وأنه إحتفي به بإطالة ذقنه وإقامة الليل كما تؤكد النسب علي زيادة المد الديني الشكلاني في تلك البيئات ، المغتصب ربما يجلس أمام شاشات الفضائيات بالساعات لسماع الفتاوي الطائرة ، المغتصب يملي عينه ليل نهار في كل الشوارع في شعر مكشوف أو بدي إستوميك علي حجاب وبنطال ، أو في حجاب يشف بخيال ما تحته من كنوز مخفية بإحكام لتزيد سعاره في التخييل إلي ما لا نهاية ، المغتصب يتجول ليل نهار فيما هو يستغفر الله ، المغتصب قابع في الزوايا لاينتظر لحظة الضعف أو الغواية ليشرع عدوانيته ، نحن هنا في حل من ذكر إحصاءات العنوسة وتأخر الزواج في مصر ، أو الحديث عن البطالة و إنخفاض الدخل ، نحن هنا لانتحدث عن أحزمة سكان مصر الأصليين القابعين بين الشقوق وعزب الصفيح والمقيمين في المقابر ، نحن هنا مضطرون لوصل ماهو ببعد سيدني حيث يقف إمام مهووس بالتطهر العرقي والتبرير الديني وبين جماهير قريبة في شارع طلعت حرب خرجت لإصطياد طرائدها في طقس باخوسي ، مفتي أستراليا ورجاله ، عودوا من حيث أتيتم فقطط الوطن في أشد الإحتياج إليكم هنا ، فنحن لن نفتح العالم بفتح أزرار بنطالنا .