سيبونى اتوه

كائنا ما كان ألا أوجد كان هو الأفضل

الأربعاء، نوفمبر ٢٢، ٢٠٠٦

سيادة الوزير حمدالله علي السلامة


سيادة الوزير.. حمدا لله علي السلامة -->
هاني درويش-->تصريحات وزير الثقافة المصرية الأخيرة ممكن أن نطلق عليها قنبلة الموسم الدخانية، فالوزير البعيد منذ بداية فترة ولايته الطويلة عن الدخول إلي ضم الإسلاميين، اكتشفت فجأة أن الحجاب أصبح ظاهرة، وهو مايؤكد أن الوزير نفسه لايري الشارع المصري العادي من شرفة قصره البديع علي نيل القاهرة، لكن فالنتخيل أن سيادة الوزير المهموم قد اكتشف فجأة الشارع، بعيدا عن أطنان الأرقام عن ثقافة التنوير القابعة في مخازن هيئات وزارة الثقافة ثم بعيدا عن آرائه المحافظة في الإبداع ومعاركه التاريخية التي سلم فيها بالعشرة لهجمات قوي الإسلام السياسي، ثم أخيرا بالوضع في الاعتبار احتياجه إلي معركة دخانية تعيد زوايا الكاميرا لملعبه الخالي من النشاط، علي المستوي الأول هناك تعريف للماء بالماء، فاندهاش الوزير متأخر، واسترساله عن صور أمهاتنا دون الحجاب لايحتاج إلي اكتشافات الوزير فإطلالة في أي ألبوم عائلي أحق بتلك الملاحظة، ثم الحديث عن التدين الشكلي والدعاة والشيوخ بثلاثة ملاليم هو حديث كتب ودراسات ومناقشات صحفية واسعة ترفع الوزير كثيرا عن الدخول فيها، إذا لماذا هذا التورط المتأخر والإنفعالي فيما ضجر المثقفون من الحديث عنه؟؟كذلك لايستقيم ذلك مع مواقف الوزير الفنان 'المراعية لأخلاق وقيم المجتمع' وهي الحجة والتبرير الذي ساقه الوزير عندما عصفت بوزارته استجوابات للإخوان وتحريك منظم لميليشيات التيار الديني علي أثر قضيتي 'أزمة الروايات الثلاثة' و'أزمة وليمة لأعشاب البحر' حينما ضحي الوزير بقيمة حرية الإبداع لتمر رياح مظاهرات طلبة جامعة الأزهر علي خير، الأزمة انتهت بالتضحية بالإبداع وحريته في مقابل بقاء السيد الوزير وجاء تبريره أن إصدارات وزارة الثقافة تصل إلي كل بيت مصري ومن ثم يجب أن تراعي أخلاق المواطن المصري وقيمه، فما بالنا بتصريحات الوزير ألا تصل هي الأخري إلي منازل المصريين..؟الوزير في نهاية الأمر من حقه أن يعبر عن رأيه كيفما يشاء وفي أي قضية إيمانا منه بحرية التفكير، ولن نزيد علي ماقاله فهو مكرر كما قلنا لكننا مضطرون للدفاع عنه، فليس من حق أي جهة وخاصة المتربصين بالثقافة وليس الوزير المتربصون بأي وجهة نظر ضد تصوراتهم عن العالم، لذا ليس بعيدا أن يتلقف أعضاء الجماعة المحظورة تصريح الوزير للقيام بهجمة تعبوية يورطون خلالها رجال الأزهر في مواجهة مؤسسية / مؤسسية، فهل يتحرك الأزهر مع خطاب الجماعة المحظورة التحريضي؟؟ نرجوها ألا تنجر المؤسسة التي نحترمها جميعا لذلك، يصح لنا أن نسأل الوزير في 'رأيه الشخصي' لماذا لم تتبن مؤسسات الثقافة الرسمية مواجهة هذا المد الذي طال الوزير، وهل يعرف الوزير أزواج السيدات المحجبات أنفسهم من عمال المطابع في الهيئة العامة للكتاب والمجلس الأعلي للثقافة الذين يتدخلون بالحذف في أعمال المبدعين المصريين العرب وفقا لرؤاهم الدينية والأخلاقية؟؟ وهل الحرية حلال للوزير حرام علي المثقفين؟؟ وهل تمر الأزمة بانتصار الوزير وذلك مانتمناه فنعم الانتصار للثقافة ومثقفيها أم أن معارك الوزير شخصية ومؤقتة.. الإجابة لدي الوزير فقط!!

العدد الحالي الأعداد السابقة